داء المـلوك وعـيد الأضحى الُمبـارك ؟
عُرف النقرس قديمًا بـ "داء الملوك" وذلك بسبب اقتصار تناول اللحوم بكميات كبيرة على الملوك والأثرياء فقط. ومن هنا نتعرف على أن استهلاك اللحوم بكثرة يعد أحد العوامل الخارجية المسببة لزيادة مستوى خطر الإصابة بالنقرس، إضافةً إلى كلٍ من: السمنة، التقدم بالعمر، الفركتوز، الكحول، والمشروبات الغازية والعصائر الطبيعية والمحلاة. في هذا المقال، سنتعرف على كيف يؤثر ما يتناوله مريض النقرس على صحته؟ وما أثر ذلك على نوبات النقرس؟ كما سنقدم بعض النصائح والتوجيهات عما يجب اجتنابه وما يفضل إضافته لروتينك اليومي لتنعَم بعيد أضحى سعيد مع الأهل والأصدقاء دون أن يعود الخوف من النقرس وهجماته المفاجئة معضلة لك.
في عيد الأضحى المبارك، يواجه مرضى النقرس معضلة كبيرة عند حضور المناسبات الاجتماعية والاجتماعات العائلية بسبب النظام الغذائي والحمية الصارمة المتبعة ضد اللحوم الحمراء وبعض الأغذية الأخرى.
عُرف النقرس قديمًا بـ "داء الملوك" وذلك بسبب اقتصار تناول اللحوم بكميات كبيرة على الملوك والأثرياء فقط. ومن هنا نتعرف على أن استهلاك اللحوم بكثرة يعد أحد العوامل الخارجية المسببة لزيادة مستوى خطر الإصابة بالنقرس، إضافةً إلى كلٍ من: السمنة، التقدم بالعمر، الفركتوز، الكحول، والمشروبات الغازية والعصائر الطبيعية والمحلاة. في هذا المقال، سنتعرف على كيف يؤثر ما يتناوله مريض النقرس على صحته؟ وما أثر ذلك على نوبات النقرس؟ كما سنقدم بعض النصائح والتوجيهات عما يجب اجتنابه وما يفضل إضافته لروتينك اليومي لتنعَم بعيد أضحى سعيد مع الأهل والأصدقاء دون أن يعود الخوف من النقرس وهجماته المفاجئة معضلة لك.
ما هو النقرس؟
النقرس هو أحد أشهر التهابات المفاصل وأكثرها تعقيدًا. يمر المصاب به بنوبات مفاجئة وشديدة يصاحبها تورم واحمرار في مكان واحد أو أكثر بالمفاصل. يعود سبب الإصابة بالنقرس إلى ارتفاع نسبة حمض اليوريك (حمض البول) في الدم، مما ينتج عنه تراكم لبلورات حمض اليوريك حول المفاصل مسببًا بذلك التورم والالتهابات.
كيف يؤثر النظام الغذائي على النقرس؟
أشارت الأبحاث إلى وجود علاقة واضحة بين النظام الغذائي وتطور النقرس أو الوقاية منه. فهناك بعض الأغذية التي قد تزيد من خطر الإصابة بالنقرس أو تزيد من تطور حالة المريض المصاب به مسبقًا. على الصعيد الآخر، لوحظ أن تناول بعض أنواع الطعام والمكملات الغذائية يقوم بالتقليل من خطر الإصابة ويساعد المرضى -بعد الاستشارة الطبية- في استقرار حالتهم الصحية، مثل: (القهوة، الكرز، فيتامين سي).
ما العلاقة بين اللحم والنقرس؟
يعد اللحم من الأطعمة الغنية بالبيورين، وفي عملية الهضم داخل جسم الإنسان يتم تحويل البيورين إلى حمض اليوريك (حمض البول). وبذلك نستخلص أن زيادة تناول اللحوم تؤدي إلى زيادة حمض اليوريك في الجسم، مما قد يزيد من نسبة خطر الإصابة بالنقرس أو من نسبة خطر تكرار نوباته المفاجئة.
هل الحرمان من اللحم في عيد الأضحى هو الحل؟
أجريت إحدى الدراسات بحثًا عن الإجابة عما إن كان الحل في علاج النقرس هو الالتزام بنظام غذائي يحتوي على نسبة محدودة من البيورين. أظهرت النتائج أن الخضار المحتوية على البيورين، مثل (السبانخ، الفطر، الهليون، والبازلاء) وغيرها، لا تؤثر على زيادة نسبة الخطر بالنقرس على الرغم من احتوائها على نسب عالية من البيورين!. ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك يعود إلى أن الخضار تحتوي على الألياف. فاتضح أن زيادة تناول الألياف يرتبط ارتباطًا وثيقًا بانخفاض نسب الخطورة في النقرس، فننصح بالإكثار من تناول الخضار الغنية بالألياف.
أما بقية الأغذية الغنية بالبيورين (مثل اللحم) فينصح الباحثون أن يقلل أو يتجنب مرضى النقرس تناولها. وبالنسبة إلى اللحم خاصةً، فينصح بتجنب تناول لحوم أعضاء الحيوانات بالذات، مثل: (الكبد، القلب، المخ، الكلى، البنكرياس وغيرها) وذلك لكونها غنية بالبيورين الذي قد يؤثر على زيادة خطر تكرار هجمات النقرس.
الفركتوز والفواكه وأثرهم على النقرس:
تحتوي الفواكه على (الفركتوز) أو ما يعرف بـ (سكر الفاكهة) والذي يعد أحد عوامل الخطورة للنقرس. لكن لا تتفق جميع الأبحاث عما إن كانت الفواكه ذاتها تزيد من خطر الإصابة بالنقرس أم لا. وقد يكون سبب ذلك هو الأثر الإيجابي العائد على الجسم من الألياف وفيتامين ج والعناصر الأخرى التي تحتويها الفاكهة مقارنةً بأثر معدل الفركتوز المختلف نسبيًا من قطعة فاكهة إلى أخرى. وأظهرت الأبحاث أن الفواكه بشكل عام كلما ازدادت نضجًا؛ تزداد فيها نسبة الفركتوز وتنخفض نسبة فيتامين ج (المعروف بفيتامين سي). وبذلك ينصح الباحثون بتناول الفاكهة الطبيعية الأقل نضجًا وبكميات معتدلة. وينصح الباحثون بتناول الكرز الأحمر بالذات؛ حيث وجدت إحدى الدراسات أن الكرز يحتوي على مضادات أكسدة وعوامل مضادة للالتهابات تعتبر فعالة لتخفيف الألم المرتبط بالتهابات المفاصل المرافقة للنقرس.
أغذية ومكملات غذائية ينصح بتناولها لمريض النقرس:
- الكرز
- الألياف
- فيتامين سي
- القهوة
- الإكثار من السوائل والمياه
- الحليب قليل أو خالي الدسم ومنتجاته
أغذية ينصح بالتقليل منها أو تجنبها:
- اللحوم وخاصةً لحوم الأعضاء
- المأكولات البحرية مثل: الكنعد، الأنشوجة، السردين، والمحار
- المشروبات الغازية
- العصائر الطبيعية والمحلاة
- الفركتوز والسكر المكرر
يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صحي لمرضى النقرس في الحد من إنتاج حمض اليوريك وزيادة تخلص الجسم منه. لكن من غير المرجح أن يؤدي اتباع النظام الصحي إلى خفض تركيز حمض اليوريك في الدم بما يكفي لعلاج النقرس دون الحاجة لأخذ الأدوية. فما هو إلا عامل مساعد فقط في التقليل من الإصابة بالأمراض المصاحبة للنقرس والمحاولة في السيطرة والتقليل من نوبات الألم.
ختامًا، ننصحك عزيزنا:
بالتوازن في طعامك. اتباعًا للسنة النبوية يعد الاعتدال والتوسط في الطعام هو خير الأمور؛ فلا إفراط ولا تفريط. وأيضًا ننصحك بالالتزام بتناول أدويتك في أوقاتها واتباع تعليمات وإرشادات طبيبك المختص.
عيد أضحى مبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير والعافية. وكل عام وأنتم بخير.
مقال بقلم : رشا عوضه الغامدي.
تدقيق ومراجعة : سفر بن عبدالمحسن الغامدي